تغيرت النظرة إلى المرأة، وأصبحت تتمتع بإستقلالية إقتصادية، فهي قادرة على إعالة نفسها بالدرجة الأولى بعيدا عن الخضوع لسلطة الرجل، وأصبحت تتمتع بحرية الإختيار والتفكير واتخاذ القرار، بعيدا عن الخوف من المستقبل كما كان سابقا؛ لذلك زادت أعداد الفتيات المتأخرات عن الزواج داخل المجتمع.
وقد بينت إحدى الدراسات التي أجريت على الفتيات العاملات أن هناك سببين لتأخرهن عن الزواج:
الأول: إعالة الفتاة لأسرتها: فبعض الفتيات يساهمن في الإنفاق على الأسرة مما يؤدي إلى تمسك أسرهن بهن، والإعراض عن تزويجهن للحفاظ على هذا الدعم الإقتصادي.
الثاني: إن الفتاة العاملة تكون أكثر رغبة في المحافظة على استقلالها لأطول فترة ممكنة قبل الإستقرار في الحياة الزوجية، والإلتزام بالأدوار المنزلية التقليدية. كما أن العمل يزود الفتاة بالحاجات الأساسية مما يشجعها على التمسك بالعمل وتأجيل الزواج، فالزواج لم يعد الحلم الوردي عند بعضهن.
كما أظهرت دراسة أجريت عام 1999 إرتفاع نسبة العنوسة بين العاملين وخاصة الفتيات فقد بلغت نسبة العازبين من الذكور 40%، مقابل 60% من الإناث العازبات.
(ومن الضروري توعية الشباب بدور المرأة المتعلمة العاملة في مجتمعها، وأسرتها عبر مختلف وسائل الإعلام وحتى المسلسلات، بوصفها المرأة الناجحة والقادرة على مشاركة الرجل المتفهم في بناء حياة عائلية مستقرة. فالأم العاملة وانطلاقا من المؤشرات التي يحيل إليها وضعها الجديد من استقلال مادي ومستوى ثقافي، تعتبر وسيطا لنقل أساليب جديدة غير تقليدية في تنشئتها لطفلها. إن دخول المرأة مجال العمل يجعلها تتبنى قيما جديدة ترتبط بعملها، كما يؤثر على تحسين اقتصاديات المنزل، وتقديرها الأفضل لمعدل الإنفاق. وكذلك يؤثر عملها على القيم المرتبطة بأهمية الوقت في حياتها. وفي حجم الأسرة المناسب لإمكانات الأسرة من ناحية المال، والوقت والجهد الممكن تفريغه للأولاد).