(1307 - 1393هـ، 1889 - 1973م). طه حسين، أديب ومفكر مصري، وُلد في قرية الكيلو إحدى قرى محافظة المنيا. وقد أصيب بالعمى في صغره. دخل كتّاب القرية فحفظ القرآن، ثم سافر إلى القاهرة، والتحق بالأزهر عام 1902م، وظل يدرس به ست سنوات التحق بعدها بالجامعة المصرية عام 1908م ودرس فيها ست سنوات أخرى حتى عام 1914م حيث تقدّم برسالته عن ذكرى أبي العلاء، وكانت أول رسالة للدكتوراه في الجامعة المصريّة. سافر إلى فرنسا، حيث درس الأدب الفرنسي واللغات: الفرنسية، واليونانية واللاتينية. ثم عاد إلى مصر فأقام فترة؛ ثم عاد مرة أخرى إلى جامعة باريس حيث حصل على الليسانس عام 1916م، والدكتوراه بأطروحة عن ابن خلدون عام 1917م. وعاد بعدها إلى القاهرة ليتولى تدريس مادة التاريخ القديم (اليوناني والروماني)، ثم انتقل إلى الجامعة الرسميّة عام 1925م، حيث تولى تدريس الأدب العربي. شغل منصب وزير المعارف كما كان عضوًا ورئيسًا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة.
أثرى المكتبة العربية بمؤلفات تجاوزت عشرين مؤلفًا في مختلف المجالات الأدبية والنقدية والثقافية. ومن أهم هذه المؤلفات كتابه في الأدب الجاهلي (1927م) وقد أثار معركة علمية وفكرية، ثم كتابه الأيام بما يرويه من سيرته الذاتية، هذا فضلاً عن رواياته التي من أشهرها: الحب الضائع؛ دعاء الكروان. كما عالج طه حسين السيرة النبوية في كتابه على هامش السيرة وكذلك كتب في قضايا الثقافة في مستقبل الثقافة في مصر بجانب تناوله لعدد من أعلام الشعراء في حديث الأربعاء؛ من حديث الشعر والنثر. أما دراساته: مع المتنبي؛ مع أبي العلاء في سجنه؛ حافظ وشوقي فمن أعمق الدراسات النقدية الباكرة في هذا المجال.
وقد أحاطت مؤلفات طه حسين بجوانب ثرة من المعرفة، وكتبت بأسلوب يستعين فيه تارة بالقصص وأخرى بالسرد والتشويق ومرّة ثالثة بالتكرار حتى اتسم أسلوبه بظاهرة السهل الممتنع.
ويعُد طه حسين علامة بارزة في تاريخ الثقافة العربية المعاصرة.