je_2009 مشرف
عدد المساهمات : 136 تاريخ التسجيل : 07/07/2009 العمر : 34 الموقع : maroc
| موضوع: أثر القنوات الفضائية في تغريب المرأة الجمعة يوليو 10, 2009 5:40 am | |
| أثر القنوات الفضائية في تغريب المرأة
لا يخفى أثر وسائل الإعلام على الأفراد والمجتمعات سلباً كان ذلك الأثر أم إيجاباً؛ لأن الإعلام نوعان: إعلام يقوم ببيان الحق وتزيينه للناس بكل الطرق والأساليب والوسائل العلمية المشروعة، مع كشف وجوه الباطل وتقبيحه بالطرق المشروعة؛ فهذا إعلام إيجابي. وإعلام يقوم على تزويد الناس بأكبر قدر من الأكاذيب والضلالات، وأساليب تهيج الغرائز، ويعتمد على الخداع والتزييف والإيهام، فهذا إعلام سلبي. وهذا النوع الأخير من الإعلام هو ما يجري مع الأسف في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية في العالم الإسلامي باستثناء بعض القنوات والمجلات الإسلامية(1) ولقد كان لهذا النوع من الإعلام دور كبير في تغريب المرأة، وازداد خطره بظهور القنوات الفضائية في عام 1409ه حيث بدأ البث التلفزيوني المباشر(2) عبر الأقمار الصناعية، وكانت البداية للقنوات الفضائية الأجنبية، ثم تبعتها القنوات الفضائية العربية التي كان الغرب يتخوف من ظهورها فقد كتبت كبريات الصحف الغربية: "لا تطلقوا القمر الصناعي العربي... إنه مشروع خطير يدعم ثقافتهم العربية والإسلامية... وانطلقت سلسلة من أقمار ال عرب سات ثم نايل سات وظهرت عشرات القنوات العربية... ولكن لم يتحقق شيء مما كان الغربيون متخوفين منه والسبب: أن القنوات الفضائية العربية صارت مرآة عاكسة للوجه الغربي القبيح.. تُغرِّب ولا تقرب، تهدم ولا تبني"(3).
لقد أصبحت جُلُّ القنوات الفضائية العربية من أشد الوسائل فتكاً وتدميراً لثوابت الأمة العقدية، والأخلاقية، والاجتماعية، والفكرية، والسلوكية، من خلال ما تعرضه من عقائد باطلة، وأخلاق سيئة، وأفكار هدامة، وسلوكيات مدمرة، وهذا التدمير المتعمد تقوم به القنوات الفضائية العربية؛ اعتماداً على مقولة زائفة بأن ما تقوم به هو: "انفتاح حضاري، وثقافي، وإعلامي، ومواكبة للتطورات العالمية في مجال البرامج الإعلامية الإخباري منها، والثقافي، والترفيهي، والاجتماعي... بينما الحقيقة هي أن ما تقدمه يعد غزواً... لا يقل عن الغزو الأجنبي خطورة نظراً لإفساده للدين والفكر والأخلاق والسلوك"،(4) فالقنوات الفضائية تسير في نفس الطريق الذي تسير فيه القنوات الفضائية الغربية الهابطة إن لم يكن بعضها أشد سوءاً، وأكثر انحطاطاً، فهي تبث أكثر من 200 ألف ساعة سنوياً أغلبها فن، ورياضة، وأفلام، وأغان، فماذا كان تأثير ذلك على المرآة؟ الأثر مؤلم وخطير، لقد غربت تلك القنوات كثيراً من نسائنا، فصار من المناظر المألوفة: مشاهدة الفتاة وقد أصبحت غربية من قمة رأسها إلى أخمص قدميها، والمنهج الغربي يطغى على جميع تصرفاتها، وأسلوب حياتها، وتعاملها مع الآخرين.
لقد مارست هذه القنوات العربية اللسان، الغربية الهوى - ولا زالت تمارس - هوايتها في تمرير المشروع التغريبي على الأمة، فهي تزين للمرأة المسلمة النمط الغربي فكراً وسلوكاً؛ فالسفور حرية شخصية، والتبرج والعري جمال وأناقة، واللقاءات المحرمة علاقات شريفة، والخلوات الشيطانية حب بريء، وطريق للزواج الناجح، ورفض قوامة الزوج، وولاية الولي مطالبة بالحقوق المسلوبة، والخلاعة تطور وتحضر، وقرار المرأة في البيت تخلف ورجعية. ولبيان الدور الخطير والمدمر الذي تقوم به القنوات الفضائية العربية لتغريب المرأة المسلمة جمعت ما تيسر لي من مظاهر تغريبها، وما خفي على أكثر مما عرضته.
ما هو التغريب؟
التغريب هو: "مجموعة الأفكار والمفاهيم والممارسات المتلقاة من الكفار والتي يقصد بها صرف الأمة عن دينها. واشتقاقها من الغرب لغالبية دورهم في هذا المجال، وإلا فالكفر ملة واحدة"،(5) فالمقصود من التغريب: تحويل سلوك المسلمين، وعاداتهم، وتقاليدهم، وقيمهم، وأعرافهم، وثقافتهم لتكون تابعة للغرب.
لماذا التركيز على تغريب المرأة المسلمة؟
لأن المرأة هي محضن الرجال، ومربية الأجيال، وهي حصن المجتمع الحصين الذي إذا تهاوى تهاوت معه الأسرة، ثم تهاوى معه المجتمع، فإذا استجابت المرأة المسلمة لدعوتهم فسيؤدي ذلك إلى إفسادها، وإفساد المجتمع بأقصر الطرق وأسرعها، وهذا ما يريده الأعداء ولا يفقهه المستغربون. في استبانة وزعت على عدد من النساء سئلن فيها عن نسبة انتشار مظاهر التغريب بين نسائنا فكانت إجاباتهن كالتالي: 36% كثير جداً، 44% كثير، وفي سؤال آخر: في رأيك تبدو مظاهر التغريب أكثر وضوحاً بين نسائنا في المظهر أو الفكر أو في المظهر والفكر معاً؟ كانت إجاباتهن كالتالي: 65% في المظهر والفكر معاً، 35% في المظهر.
هل غرّبت القنوات الفضائية المرأة المسلمة؟
تقول د. نورة آل الشيخ عميدة كلية إعداد المعلمات: "ألمس تغيراً في فكر بعض الفتيات عن السابق، ولعل الانفتاح الذي نعيشه من خلال الفضائيات هو السبب"(6) وتقول د. هدى طافش الاستاذة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية: "إن للفضائيات تأثيراً لا يستهان به على محاولة تغريب المرأة المسلمة، وجعلها تابعة مبهورة بكل ما ينتجه الغرب، سواء من ناحية الفكر، أو الثقافة، أو الملبس، أو المشرب، أو حتى التصرفات"(7). | |
|